Saturday, August 31, 2013

13) ذكــريــات للبــيــــع


ذكريات للبيع

دائماً ما أتابع حركة النشر لمؤلفات المدونين سواء من الأصدقاء أو من خارج دائرة الأصدقاء .. لذا بحثت كثيرا عن كتاب ذكريات للبيع للزميل المدون محمد فاروق الشاذلي مع أنه ارسله لي كنسخة اليكترونية .. لكني لم افضل قراءته الا كنسخة ورقية حتى عثرت عليه في مكتبة  فكرة بسان استيفانو مول بالاسكندرية .. وجدت أن من أهم مشاكل كتب المدونين عدم توافرها بسهولة.

هو مجموعة من القصص القصيرة جاءت في 133 صفحة بطباعة جيدة وكما عودتنا دار ليلى للنشر هو النشر لمن يستحق .. بداية لا أشتري كتاب ولا أنقد كتاب الا اذا كان يستحق وهي خبرة اكتسبتها من كثرة قراءاتي وشرائي للكتب منذ سنين عمري الاولى .. تلك المقدمة ضرورية لأن لي تحفظات على تلك المجموعة القصصية ولكنها لا تعني على الاطلاق أنها لم تحظ بإعجابي .

عندما تنقد كتاب لصديق او شخص تعرفه تجد حرجاً شديداً وتخاف ألا يعجبك الكتاب فلا تستطيع التعبير عن رأيك بوضوح لذا بدأت القراءة وأنا متوجسة من قراءتي للكتاب .. لم تعجبني القصة الأولى ثم جاءت الثانية أفضل قليلاً ثم جاءت القصة الثالثة من أفضل ما يكون وهي بعنوان السينما كانت قطعة فنية جميلة جدا وأجمل ما فيها النهاية التي جاءت صادمة وأفضل ما يفعل الكاتب أن يأتيك بما لا تتوقعه فابتسمت كثيراً للنهاية فمن الصعب على اي كاتب أن يفاجئ من قرأ كثيراً وخبر الكثير من الكتابات وأنواعها فإن دل على شئ دل على براعة العقل .

أيضاً اعجبني جداً وزاد من احترامي لشخص الكاتب جملة ذيل بها إحدى القصص أنها مستوحاة من قصة واقعية حدثت بتايوان J وأنه من الأمانة الأدبية ذكر ذلك بينما في رأيي كل ما نكتب هو مستوحى من شئ شاهدناه أو عايشناه ولا يذكر إلا ما اقتبسناه نصاً ولكن ذاك التصرف ليس بغريب عن شخصية محمد الشاذلي على حد معرفتي بشخصه .

في بعض القصص ظهر جلياً فهم الكاتب لنفسية الأنثى وكيف تفكر وكيف تشعر وأيضاً كيف تتصرف وهو أمر يفتقر إليه الكثير من الرجال .. ذكرني بكتابات إحسان عبد القدوس مع حفظ مكانة الكاتب الراحل الأدبية بالطبع.
علق بذهني قصتين وأظن أني قرأتهما بمدونته وهي قصة لا شئ وقصة الوظيفة وتأثرت بقصة الشريد ووجدت شخصي فيها ..
كتابات محمد فاروق الشاذلي في رأيي مثل الجواهر يجب أن توضع في يد صائغ بارع ليحسن صقلها ووضعها في الاطار الذي يظهر جمالها ..لذا أعيب الآتي على دار النشر في الغالب لأنها لم توفر المشورة والرؤية الفنية السليمة هنا .

لم يعجبني الغلاف ففيه صورة رجل أعتقد أني رأيته في أفلام الرعب وأظن أنها غير مناسبة  فذكريات للبيع هي حنين ومشاعر رقيقة لا يتناسب معها الصورة وهي كئيبة بعض الشئ .
ذكريات للبيع ليست أفضل قصة بالمجموعة ولا يعبر كعنوان عن الخط الرئيسي للمجموعة .. أيضاً الإهداء كان مطولاً وهو أمر لم أجده جيداً .. كذلك ترتيب القصص مَثّل نقطة ضعف وليس نقطة قوة وكان يجب مراعاة الترتيب بشكل مختلف .. عنوان قصة أيهما أنا ؟ غاب عني المقصد منه أو مناسبته للقصة والتي حملت تكرارا لجزء كامل من الكلام لم أجد له مبرراً . بعض القصص تشابهت في محورها وهذا شئ يضعف المجموعة القصصية .

فيما يخص الكاتب له أن يقرأ أكثر في الكتب القديمة لتزيد حصيلته اللغوية المزدانة بالكلمات القوية فمهما كان جمال الفكرة عليه أن يزينها ببعض الجمل التي ترسخ في ذهن القارئ ويمكن اقتباسها وتداولها كحكم يسترشد بها الناس .

من الواضح أيضاً أن الكاتب عرف حلاوة الحب دون لوعته ولم يصهر في أتون الحب فجاء كلامه عن الحب ليس بالقوة الكافية للتعبير عنه.

له أن يجتهد أكثر في صياغة العبارات يجعلها أكثر قوة ومتانة لغوياً .. أعتقد أن كل تلك الملاحظات كان من الممكن تداركها بسهولة من قبل دار النشر أو المحرر للكتاب فأي كاتب يخرج بالفكرة كمن يستخرج الألماس من المنجم ويذهب بها للصائغ ليعيد تشكيلها ويزيد من بريق لمعانها . البعض يستطيع أن يقوم بهذا الدور لنفسه وهو نادر ..

أفضل ما في المجموعة أنك ترى أنها طرقت محاور عديدة لمشكلات مجتمعية من الخيانة للبطالة للإدمان وحتى مشاكل الفقر وبيع الأعضاء فبعد انتهاءك من القراءة كاملة تجد أن آراء الكاتب واضحة ورسالته التي يريد ايصالها لك لا يكتنفها الغموض على الاطلاق وهو شئ أجد أنه مهم فليست البراعة الأدبية أن أقول المعنى في بطن الشاعر J لم أقتنع بتلك المقولة يوماً فما نكتب إلا لنصل برأي أو رسالة أو توجه للناس .
قرأت القصص متتالية وانتهيت منها في جلسة واحدة هذا معياري للكتاب الجيد أن يستأثر باهتمامك فلا تتركه .. أيضاً الأفكار كلها مصرية خالصة تعيشها في واقعك أو واقع من حولك .. أعتقد أن فكر الكاتب بعض الشئ سيبزغ بشكل أفضل في كتابات الرعب والتشويق العقلي لأن لديه أفكار متعددة ولو أنه ليس لديه معاناة كثيرة حفظه الله منها .

اعتقد أن عامل الخبرة سيشكل فارقاً مع الكاتب ولذا سأنتظر كتبه القادمة مع رؤية نقدية أثق أنها ستكون أفضل ..

تحياتي
سماح نصر 

Tuesday, August 20, 2013

12) إنقــاذ الكــرســــي





إنقاذ الكراسي

في الصباح الباكر ذهبت بصحبة والدتي واختي للتمشية على شاطئ البحر باحدى قري الساحل الشمالي . وآثرت أن اجلس لأقرأ على الرمال وذهبوا هم للمشي .. لاحظت وجود كراسي الشاطئ والشماسي مرصوصة بطريقة غير سليمة وقريبة من المياه وكان البحر في ذاك اليوم غاضباً هادراً يمد ماءه ليصل لكل شئ .. شعرت أن الكراسي قد تسقط في المياة ولكني راجعت نفسي أنها ليست مهمتى .. واستمريت في القراءة . بعد وقت ومع قوة المد لموج البحر جاءت موجة عاتية وسحبت الكراسي الاربعة المرصوصة فوق بعضها ودخلت الى البحر .. جريت لإنقاذ الكراسي نادمة على سلبيتي أني لم أستبق اللحظة وأنقذهم من قبل أن يستولى عليهم البحر .. رأتني أمي وأختي في عودتهم أجري في اتجاه البحر ونادتني امي خوفاً على فقلت لها الكراسي تحتاج من ينقذها .. فقالت لي ارجعي هي ليست مسؤليتك وهل تموتين من أجل بعض الكراسي ؟

تابعت الكراسي قليلا وكلما رجع احدها مع موجة عاتية قريبة من الشط جريت لأنقذه حتى وان بعد كثيرا جهة اليسار لم ابال بملابسي .. حتى أنقذت ثلاثة كراسي من الأربعة الغرقى ووجدت والدتي تشارك وأنقذت مظلة وقالت لي أن البحر ابتلع مظلة أخرى لم تستطع انقاذها لأنها لم تستطع أن تخوض البحر من اجلها... ذهبت أختي للبحث عن احد المسئولين عن الشاطئ لتخبره أن بقية الكراسي والشماسي تتعرض لخطر أن يبتلعها البحر الهادر .. ومر وقت حتى جاء أحد أفراد الأمن الذي لم يحاول التدخل في عملية الانقاذ وكل ما فعله الاتصال بشخص آخر حتى جاء الشاب المسئول عن الشاطئ وكنا جميعا نلاحظ الكرسي الأخير الذي يصارع الأمواج بلونه البرتقالي ... وقالت لي أمي كفى لن تموتي من أجل كرسي لم تكن مسئوليتك حمايته والحفاظ عليه من البداية .. ظهر الكرسي مرة اخرى في اقصى الشاطئ ذهب الشاب المسئول وكل همه ألا يبتل بنطاله ؟؟ تعجبت خضت أنا البحر لإنقاذ كرسي ليس لي ولا مسئوليتي وهو يخاف من أن يبتل طرفه ...

فكرت قليلا في أحداث إنقاذ الكراسي والشماسي ووجدت فيها عبرة واسقاطاً قوياً على الواقع المصري .. رأيت البحر المشاكل والتحديات القوية التي تهدد مصر وتهدد بزوالها وسقوطها من مشاكل اقتصادية لإجتماعية لتهديدات غربية .. وانه يحاول أن يسحب كرسي الحكم وتبتلعه تلك المشاكل وكذلك المظلات التي تحمي كراسي الحكم من مظلة دينية لمظلة حقوقية لمظلة سياسية وحتى المظلة الشعبية ..

قارنت بين تصرف أسرة من الشعب ومسئول عن الأمن والموظف المنوط به الحفاظ على الكرسي J .. وجدت الشعب المتمثل في انا واسرتي في البداية كان صابر ومتخاذل ثم خاف على بلده فتحرك وغامر بنفسه ثم تبعه بقية الشعب حتى تحرك الكل لإنقاذ الحكم وكرسيه من البحر الغادر J وطالب الأمن وحثه على التحرك الذي جاء بطيئا ومعاوناً بشكل بسيط وحاول حث المنوط به الأمر للتحرك وكان يحجم خوفاً على نفسه غير عابئ بحال البلاد .

ظللت متابعة للكرسي الذي يصارع بعد أن ابتعد كثيراً بداخل البحر ويئسنا من عودته وظننت أن حال مصر سيكون كذلك حتى صاحت أمي الكرسي يخرج ونظرنا بعيدا قرب نهاية شط القرية ووجدنا الموظف استطاع في النهاية إنقاذ الكرسي الغريق بمساعدة من العلى اللطيف حيث اقترب من الشاطئ ثانية وتمكنوا من إنقاذه .

الشئ الوحيد الذي ابتلعه البحر المظلة J التي يعمل تحتها فصيل ما ... سبحان الله .. حقاً سبحان الله .. أنقذ الله لنا الكراسي عندما سعينا جاهدين لذلك ولم نيأس ولم نستكن وتكاتفنا شعبا وامنا وحكومة .. يعلم الله أنني عندما رأيت البحر يبتلع الكراسي الأربع لم أصدق أني سأستطيع انقاذ أي شئ لأني أخاف من بحر الساحل جداً والعبرة أني لم أكن لأجازف بحياتي أو حياة غيري من اجل كرسي ولكني حاولت قدر طاقتي انقاذه .

كيف يعرضون أنفسهم وبلدهم للموت والدمار من أجل كرسي ؟؟
دفع الضرر اولى من جلب المنفعة ليس من المنطقي أن أسيل دماء من يتبعوني ويصدقون كلامي من أجل كرسي ليس من المنطقي أن أغامر بأرواح البشر من أجل الكرسي .. أي اسلام هذا ؟ ولماذا لم يكونوا يعتصمون أيام المخلوع ولماذا لا يحاربون في فلسطين لماذا جهاد المصري هو الحلال ؟ لماذا سفك الدماء دماء التابعين سهل ؟
بغض النظر عن فساد الشرطة والجيش من عدمه ألم يكن حقن دماء المسلمين من الجانبين أهم .

توبوا إلى الله واستغفروه يغفر لكم .

كانت معكم مراسلتكم من الساحل الشمالي
سماح نصر 

Friday, August 2, 2013

11) لو بطلنا نحلم



قالوا اتكلموا عن الأحلام عشان لو بطلنا نحلم نموت .
لكني ميت يمشي على قدمين 
كل اللي كنت بحلم بيه إني ارجع زي زمان يقيني بالله يقيني 
معدش عندي أحلام .. لما قريت انكم عايزين تدونوا عن الأحلام افتكرت انكم عايزين تكتبوا عن المنامات  عشان أنا بحيى فيها هي ديه الحياة الوحيدة المتحركة عندي لكن الأحلام بمعنى الأمنيات والأهداف والطموحات :) لم أعد أعرف معاني لتلك الكلمات فكيف أكتب عنها ؟ 
قد تخليت عن احلامي منذ زمن بعيد وكتبت عن ذلك .
فيما مضى كنت أكتب قائمة أحلامي ولا أحقق منها شئ ليس لأنها مستحيلة .. ولكنها لا تتحقق قد يكون لعجزي وضعف ارادتي في تحقيقها .. قد يكون عدم توفيق من الله لم يعد يهمني السبب النتيجة واحدة ليست هناك أحلام تتحقق . على الأقل لي . فأنا ميت يمشي على قدمين . 
حتى لو كتبت عن المنامات :) مناماتي كلها كوابيس ومكررة من ٢٠ سنة لا تتغير ... ماشية حافية بقع من فوق بمشي في اماكن مهدودة دايما تايهة راكبة عربية حد بكرهه سايقها ... حتى المنامات ما فيهاش حاجة تفرح ابدا 
أكتب ليه وعن ايه ؟ 
الانسان يكتب عشان غيره يستفيد يخلي غيره يضحك او يفرح او ياخد معلومة تفيده او يحكي عن تجربة حياتية ... اللي عنده حاجة يحكيها ... انا حياتي مافيهاش حاجة احكيها . آخر حدث هام تخرجي من سنين بعد عناء من كلية الشعب . نقطة ومعدش فيه سطر بعدها . يبقى أكتب ااقول ايه .. رحاب بتقول فضفضي ... حستفاد ايه ؟ واللي يقري بس حيعرف عني حاجات وهو انسان غريب يعرف عني ليه ؟ يبقى مفيش داع للكتابة من أصله

حتى القراية مش عايزة ااقري 
كل اللي فاكراه زمان كنت بحلم كتير خلصت على كل الاحلام .. جت على بالي دلوقتي اغنية لمدحت صالح 
بحلم على قدي .. بشراع يعديني .. بشموع تدفيني .. بعيون تصون ودي 
كل اللي بتمناه بس وبحلم بيه ارجع أاقرى قرآن أرجع للإيمان اللي فقدته من شدة الحزن والاكتئاب خلاص مش عايزة اعرف ناس ولا عايزة اي حاجة من دنيا أنا ميتة فيها .. مش عايزة شغل ولا جواز ولا عيال ولا البس ولا آكل بس عايزة ارجع تاني اآمن .. وأحس بالرضا .. محدش يقول كلام تطييب خاطر محدش يقول انت أحسن من غيرك وشوفي الفقرا والمعاقين والناس الشقيانة .. احيانا حد عنده كل مشاكل الدنيا وراضي صدقني بيكون أحسن منك يالي ممكن تكون كل مشاكلك موبايل وعربية .. نعمة الرضا قصاد كل نعم الدنيا كفاية .. ممكن انسان كفيف تلاقيه مرتاح البال وسعيد وممكن مبصر عنده كل الدنيا تحت رجليه وحزين وبائس .. اللي معرفش يعني ايه اكتئاب يحمد ربنا .. حتى ربنا قال ونجيناه من الغم .. 

عرفتوا ليه مبكتبش لأن كتابتي مافيهاش فايدة للناس بالعكس ممكن تضرهم .. عرفتوا ليه مبقراش اللي بتكتبوه لأنكم أحياء وأنا :) زومبي ... كل اللي بتقولوه بالنسبة لي ضرب من الخيال والوهم . 

لو بطلنا نحلم نموت ... خلاص يبقى نموت ونموت ونموت ونموت .

ما علينا محدش ياخد باله من الكلام مالهوش اي لازمة .