Saturday, May 24, 2014

28) وحــدى في العــالـم


وحدى في العالم

كنت صغيرة وكانت أمى في بداية العطلة الصيفية تأخذنا لدار المعارف بشارع سعد زغلول لننتقى القصص التى تعجبنا واعتقد انها الوحيدة في العائلة وبين معارفنا من كانت تفعل ذلك سامحها الله .. لتعودنا على القراءة كما عودها جدي رحمة الله عليه .. أذكر تلك القصة أنى اخترتها كنت دائماً على غير وفاق مع والدتى وإخوتى كنت دائماً مختلفة وكنت الوحيدة التى أصابتنى لعنة القراءة .. اخترت القصة " وحدى في العالم" من بين قصص أخرى مازلت أذكر حتى رسومها كانت تحكي عن ولد صغير لا يتفق مع افراد أسرته حتى أنه تمنى لو يختفون من على وجه الأرض .. واستيقظ يوماً فرحاً لأن أمه لم تزعجه ليذهب للمدرسة وأخذ ينادي عليها فلم يجد أمه ولا إخوته فازداد انشراحاً وأكل ما أحب وخرج للشارع ولكنه لم يجد سيارات كان كل شئ ملكه يستطيع أن يدخل محل اللعب ويأخذ ما يريد أو يدخل السينما أو يذهب للحديقة كل شئ تحت إمرته وفقط له هو يملك العالم ولكنه وحده ... مر اليوم طويلا تجول بالمدينة ولكنه تعب من وحدته وملّ من كل شئ واشتاق لإخوته وأمه وأبيه .. اشتاق حتى لصوت البائعين وأصحاب المحال وصوت السيارات الذي كان يزعجه .. كره أنه وحده في العالم وبعد وقت قصير ... سمع صوت يزجره ليستيقظ لميعاد المدرسة وفتح عينيه ليعلم أنه كان حلم وأنه ليس وحده بالعالم ..

وجدتني بعد مرور عقود من الزمان أذهب لنفس المكتبة وأبحث عن نفس القصة وللعجب مازالت دار المعارف تصدرها حتى بنفس الرسوم .

أشعر أنى وحدى بالعالم اصل الليل بالنهار ولكنى أشعر أني وحدي بالعالم .. خرجت للدراسة وللعمل ولكنى مازلت وحدي .. تخيلت أني جديرة بحب البشر ولكنهم دائماً وأبداً يثبتون لى وهمي وواقعي بأنى مازلت وحدي بالعالم .. كنت دائماً وحدى في أفكارى وهواياتى أحب أن أذهب للمتاحف .. وحدى .. للمساجد .. وحدي .. لشراء احتياجاتي .. وحدى . وإن جاد علىّ الزمان يوماً وشاركتني صديقة أي من تلك الأنشطة تؤكد لي الأيام بعدها لا تنخدعى مازلت وحدك في العالم. أنت شجرة بلا فروع ولا جذور ولا ثمار ستقتلعك الريح القادمة ولن يبحث عنك أحد الا الحطابون ليحرقوا غصونك .. أذكر أنى ذهبت لمتحف يوما وطلبت تذكرة فقالت لى الموظفة مستنكرة واحدة ؟! قلت لها نعم قالت أجئت وحدك ؟ قلت لها هل ترفضين اعطائي تذكرة دخول لأنى وحدى فهل تستطيعين تأجير صديق ؟!!! .

حتى بين الناس وحدى لست جزء من أحد اذا اقتطعت من دنيانا لن يبكيني أحد .. ليس هناك من يشهد على أيامى واحلامى وآلامي .. فأنا وحدي بالعالم .

رحم الله سيدي أبي ذر الغفاري عندما قال عنه الحبيب المصطفى " يمشي وحده ويموت وحده ويبعث إن شاء الله وحده " وكأن عبارات الوحدة كانت تحفر علامات على أيامى لا أذكر أن قصة سيدي أبي ذر دُرست لفترة طويلة ولكنها كانت مقررة علىّ ووعيت الدرس جيداً .. صديقتي تقول أن الوحدة اصطفاء من المولى لتأنس بوجوده فقط وتستغنى عن الناس .. ولكنى لست صحابية ولا مصطفاة ..  

يقال أن الوحدة خير من جليس السوء .. لكن إن طال بها الأمد ستبحث عن جليس حتى لو سوء لتبتعد عن تلك الوحدة قليلاً

ربى لا تذرنى فرداً وأنت خير الوارثين
ربي لا تتركني .. وحدي في العالم 

9 comments:

  1. https://www.youtube.com/watch?v=aXLUjhWSUsQ

    :)

    ReplyDelete
    Replies
    1. :) هههههههههههه بما انك التعليق الوحيد حفترض حسن النية
      مكدبش عليك لما شفت الاغنية قلت في الاول انت بتتريقي عليا خالص يعني وبعدين لما اتفرجت عليها قعدت اضحك كتير خالص بصراحة
      وبعدين لما عرفت انك جامعة امريكية قلت يمكن فعلا انت معجبة بالمغنية ديه وان ديه الموضة الجديدة في غناء الشباب لأنى اظن لى صديقة بتشير للمغنية ديه حاجات

      فقلت احسن الظن بيك وانك باعتالى اغنية ولو اني مفهمتش هي بتقول ايه يعني :) وبصراحة ضحكتني موت طريقتها يمكن لأنى دقة قديمة مش واخدة على الصرعات الجديدة للغناء

      يكفيني انى لقيت حد علق على الموضوع :) سواء تريقة او جد المهم اني كسماح الصراحة انبسطت
      دمت بخير واشكر مرورك

      Delete
  2. عزيزتي التي لا أعرف أسمها

    لا أنا من التفاهة وقلة الذوق اني ممكن اسخر من حد، ولا كتابتك من الضحالة انها تكون محض سخرية

    الموضوع عجبني وجذبني عشان كدة علقت عليه

    كتبت شىء عن نفس الموضوع فده خلاني ابتسم ابتسامتي الساخرة اللى بتقولي مش لوحدك

    انا اخدت دبلومة ترجمة فى الجامعة الامريكية، لكن دراستي اللى قبلها كانت فى جامعة القاهرة

    الاغنية دى بعتهالك لانى بحبها وحسيت انها ليها علاقة بالموضوع

    جربي تسمي البنت دي بدون احكام مسبقة، هتلاقيها مختلفة وغريبة، لكنها كتلة من الاحساس بتغني بكل ما فيها، مش مستساغة لاتها ليها طريقة صادمة فى الغنا، لكنها كتلة احساس

    ارجو ما اكونش طولت عليكي
    تحياتي مرة تانية
    وفاء

    ReplyDelete
    Replies
    1. عزيزتي : وفاء
      لم اتهمك بما ذكرت نهائيا وعلى العكس انت ادخلت السرور على نفسي بمجرد التعليق ولكنى احترت في تفسير الاغنية ودخلت على بروفايلك للتعرف عليك واشارة الى الجامعة الأمريكية وأن صديقة اخرى لي شيرت اغنية لنفس المغنية جعلتنى افكر انك تجدينها بالفعل مغنية جيدة
      انا سمعتها تقديرا لتعليقك وده نادر لأنى دونلوود محدود :)

      بس كونها كتلة احساس ( لولا اختلاف الرأي ) لو قريت ليا ما سبق ستجدين اني من مرحلة عمرية مختلفة عشان كده صعب عليا استسيغ النوع ده من الغناء انا اعتبرته جنان بس الشباب مختلف ورؤيته مختلفة

      ربنا يعلم انا سعدت بتعليقك أد ايه وأرجو اني مكنش أسأت ليك بأى طريقة نهائي بس زي ما قلتلك انا دقة قديمة
      وجودك بجد اسعدنى محدش من اصحابي اساسا علق على الموضوع من اساسه :)
      تحياتى وتقديري لمرورك
      سماح

      Delete
  3. عزيزتي سماح

    التعليق كان للتوضيح فقط، خوفًا من إساءة الفهم، بحكم عدم المعرفة المسبقة

    ولكن الاهم هو الكتابة اللى اسعدتني وحبيتها

    دمتِ بكل خير :)

    ReplyDelete
  4. سيدة الكريمة
    أولاً أشكرلك هذه الدعوة الكريمة لزيارة هذه المدونة
    صحيح لم أقرأ سوى البوست الأول وحدى فى العالم
    وهذا ليس إلا ضيق الوقت لأننى تعرفت على المدونة
    منذ وقت قلبي لم يتح لى الوقت لقراءة باقى البوستات
    صراحة أسلوب الكتابة أخذنى دون أن أشعر مع أول حرف وحتى آخر كلمة
    وذلك لرشاقة الأسلوب وحيوية حروفك
    الفكرة رائعة حقًا
    أعلم أنك تودين تقديم خالص الشكر والامتنان للسيدة الفاضلة والتى تولت غرس حب الكتب والقراءة
    فى حياتك والتى أكيد أصبحت أسعد وأكثر حيوية رغم محاولة إظهار غير ذلك
    مثل هذه الأم نحن فى أشد الحاجة إلى مثيلاتها
    وموضوع الوحدة وتناولك له سواء بعرض القصة أو بطرح الحديث النبوى الشريف
    ثم بمقتطفات حية من حياتك فى الحقيقة
    أعطى البوست ثراءً
    آسف على الإطالة ولكن هذه كلمات خرجت عفوية بعد قراءة البوست

    خالص تقديرى واحترامى

    ReplyDelete
    Replies
    1. أخجلتم تواضعي يا سيدي حقاً

      Delete
  5. الدنيا دار الإبتلاء، والابتلاءات تتنوع في أشكالها وتخدعنا

    فهناك من النعم ما هو ابتلاء، وهناك من الابتلاءات ما هي نعم، لكننا لاندري ما هو الخير، فالله هو من يقدر ذلك لنا ونحن لا نفهمه

    لعل الوحدة خير، ولعلها ابتلاء، وفي الحالتين أنت مأجورة على صبرك سواء في الدنيا أو في الآخرة

    ReplyDelete