Monday, July 22, 2013

10) حنين .. حنين


حنين .. حنين .. حنين            أنا دايبة فيك حنين 

كلما سمعت كلمة حنين تذكرت صوت الجميلة وردة الجزائرية وهي تشدو بأغنيتها الرقيقة الناعمة .يتصادف اليوم يوم مولدها . 

ما هو الحنين ؟ 

أعتقد أن الحنين شعور حزين يذكرنا بماض فارقناه .. بذكريات جميلة . ولكنه يعني أننا نعاني حاليا ولا نسعد بواقعنا لذا نحِن لشئ مضى وانقضى زمنه . ونشعر بالحنين عندما نرهق من واقعنا ونحاول أن نفكر قليلا في شئ أسعدنا سابقاً فنحِن إليه . 

أنواع الحنين ؟ 

في رأيي الحنين له أنواع عديدة فهناك حنين لأماكن بعينها وحنين لأشخاص وحنين لأوقات مرت بالحياة وحنين لحالة شعورية وحنين لعطور وأغاني . كل ذلك الحنين عبارة عن روابط ذهنية للسعادة :) نحن في النهاية نحِن للسعادة .

هل الحنين شئ جيد أم سيئ ؟ 

وعايزنا نرجع زي زمان ... قول للزمان ارجع يا زمان 
في رأيي هو سيئ لأنه يدعو للحزن ففي الغالب قطرة النهر لا تأتيك مرتين فنحن نحِن لما لا نستطيع توفيره حالياً مثل الشباب .. ألا ليت الشباب يعود يوماً .

أحن لأشياء كثيرة جداً في حياتي وهذا شئ يؤلمني حيث أني وكما صنفني صديق قال لي : هناك أناس يعيشون الماضي وآخرون يعيشون الحاضر والبعض يعيش للمستقبل .. أنت انسانة مكبلة بماضيك فليست لك حياة في الحاضر ولا أمل في مستقبل .

فكرت في كلماته كثيرا وجدت صديقتي تقول لي نفس العبارات تلومني أني مازلت مصاحبة لأحلام الجامعة التي أصبح تحقيقها ضرباً من المستحيل كأن يرجع العمر للوراء .. سمعتها من أمي مازلت تعيشين في ماضيك لن تبتسمي يوما إلا إن تركت الماضى وتركك وعشت للمستقبل . 

حنين حنين حنين .. أنا دايبة فيك حنين 

لا أريد أن أشعر بالحنين ثانية لا لشئ ولا لمكان وخاصة لا للأشخاص .

Thursday, July 18, 2013

Tuesday, July 16, 2013

8) حيرة




في أيام الدراسة الأولى كنا ندرس في التاريخ عن مكان يدعى الحيرة وأنها مكان مهم في بداية العصر الاسلامي وكانت تخضع للفرس ولا أعرف عنها حالياً أكثر من ذلك ولكن كنت دائماً أتساءل لم يسمى مكان بهذا الاسم .

في سنين العمر الأولى لم أكن أحتار في شئ كان كل شئ واضح وضوح الشمس ماذا أريد وما لا أريد من ملبس أو مأكل أو قراءة كتاب أو حتى مكان أريد الذهاب اليه كل قراراتي كانت واضحة جدا ولم أكن أندم على قرار اتخذته أبداً .

ومر العام تلو العام وكلما زاد عمري بدأت حيرتي تزداد خاصة أني لم أصب نجاحا في شئ لم ألتحق بالكلية التي كنت أحلم بها لأني اخترت ألا أبذل مجهود كبير ولم أكافح بما يكفي في الثانوية العامة وأبعدني عن حلم حياتي درجتين تلاتة . لم أندم على اختياري كلية التجارة لأن حلمي بكلية الاعلام تبخر وبقية الكليات كانت سواء بعدها . 
لم أرتبط بأي شخص كانت قراراتي واضحة مع زملاء الجامعة بأنهم ليسوا مناسبين لي ولكن الآن بعد مرور الزمان لم أندم حقيقة على شخص رفضته أبداً ولكني في حيرة هل حالي أفضل الآن ألم يكن من الأفضل أن أرضى بأي شخص بدلا عن الوحدة 

عندما أرى أني لم أحقق أي نجاح ملحوظ في حياتي على أي المستويات أجدني الآن في حيرة كبيرة من أمري .. هل هذا الزي يناسبني أم لا ؟ هل هذا اللون يوافقني أم لا ؟ هل هذه الوظيفة ستسعدني أم لا ؟ كيف يجب أن أتعامل مع أصدقائي ؟ هل هذا الشخص أحبني أم لا ؟ هل أحب أو أستطيع أن أحيا معه أم لا ؟ كل شئ في حياتي يغرق معي في بحور الحيرة كيف أختار ؟ ما هو الصحيح ؟ لم أعد أعرف أصبحت في كل شئ مترددة كل شئ حتى مجرد أن أشرب كوب من الشاي أم شئ آخر .. أشياء بسيطة جدا لم أعد أعرف كيف أتصرف فيها أو تأخذ من الوقت الكثير لكي أفصل فيها . 
لم أعد أثق في قراراتي وأنا كبيرة مثلما وثقت فيها وأنا صغيرة ..وكلما زادت حيرتي ازددت ابتعاداً عن الحياة حتى أني أشعر وكأن الموت يزحف علىّ ببطء شديد .

أعتقد أن الانسان الناجح لا يحتار كثيراً لأنه أدرك أن قراراته وتفكيره سليم وأدى لنتائج طيبة . لكن الشخص الذي لم يوفق يشك في سلامة قراراته حيث أنها لم تصل به لبر أمان . 

أتذكر دائماً قول والدتي " ربنا ما يحير مؤمن " هل أفتقر للإيمان ؟ هل هذا هو السبب في حيرتي ؟ .
من أمثالنا الشعبية " عايز تحيره خيره " هل لهذه الدرجة الاختيار يدعو للحيرة .. أعتقد يكون هذا عندما تختار ما بين سيئ وأسوأ فإنك تحتار لكن إن كان الاختيار بين شئ ترغبه بشدة وشئ عادي فالأمر يكون محسوم وبسيط للغاية . فمثلا إن كنت تحب شخص فلن تحتار أن تأخذ قرار الارتباط به مهما كان مناسب أو غير مناسب بينما ستحتار كثيرا إن لم يكن الحب بقلبك حتى وإن كان الشخص عقلياً مناسب .. أعتقد أن مشكلتي في الحيرة سببها القلب والعاطفة وأني أغلبها على العقل دائماً لذا دائما قراراتي لا تأخذني لمنطقة آمنة .

لجأت لكاتب كبير وسألته كيف تختار عندما تحتار ؟
رد في جملة واحدة وبدون حيرة وببساطة قائلاً : ألجأ للخيار الأول 

ولكني محتارة هل إجابته صحيحة ؟ :) لأن دائما في الدين يقولوا لنا لا تركن لهوى النفس .. وحتى صلاة الاستخارة نادرا ما تعطيك اجابة واضحة طيبة . 

هذه التدوينة بسبب أني أشكو من قلة فرص العمل الجيدة والمرتبات وجاءتني عن طريق صديقة فرصة عمل طيبة ولكني لم أشعر بالراحة وكادت الحيرة تفتك بي أمس هل أستمر أم أترك العمل ؟؟ 
كلما احترت أقف على شاطئ البحر أشعر وكأنه واثق جدا من نفسه وبه كل الإجابات ولكنه يسمع منك ولا يجيبك .. فأذهب للسماء وأظل أنظر إليها لساعات بلا كلل ولا ملل وأشعر وكأنها تحمل كل الاجابات ولكنها تطالبني أن أبحث عنها ..

ماذا فعلت في النهاية ؟؟

تركت العمل من أول يوم لي فيه :( ومازلت في حيرة هل قراري سليم أم لا ؟ 
كنت أتخيل أني كلما كبرت وزادت خبراتي ستكون قراراتي أسهل كثيراً ولكني وكما قال الامام الشافعي : 

كلما أدبني الدهر ... أراني نقص عقلي 
وإذا ما ازددت علماً .. زادني علماً بجهلي 

Sunday, July 14, 2013

7) نــاظر المحطـة 2



دخل سامر ونظر للمنزل بسيط للغاية ونظيف ومرتب له صالة متسعة في مواجهة باب المنزل الغرفة ذات الشرفة المطلة على المزارع وضوء القمر ينيرها بشكل ساحر .
تفضل أتريد الاغتسال أو الوضوء للصلاة قالها حامد باستحياء لضيفه خوفاً من ان يكون بيته دون المستوى .
سامر : نعم إن سمحت لي
حامد : هذه منشفة نظيفة إن احتجت اي شئ آخر فقط اعلمني .. وهذا جلباب لك لتبيت فيه الليلة أعتقد أننا في نفس الحجم وسيناسبك
سامر : أشكرك
ذهب حامد لتحضير العشاء وضع الفطير والعسل والقشدة وبعض أنواع الجبن والأته والزيتون ووضع العيش الفلاحي بالفرن قليلا ليسخن ووضع الشاي على النار .

سامر : فلنصل اولا ثم ناكل .. طبعا أنت الامام فلا يؤم الرجل في بيته .
وقف حامد وسامر استعداداً للصلاة ورفع حامد يده قائلاً الله اكبر .

بسم الله الرحمن الرحيم " الله نور السموات والأرض مثل نوره كمشكاة فيها مصباح , المصباح في زجاجة , الزجاجة كأنها كوكب دري يوقد من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية يكاد زيتها يضيئ ولو لم تمسسه نار نور على نور يهدي الله لنوره من يشاء ويضرب الله الأمثال للناس والله بكل شئ عليم "

كان يستمع سامر لصوت حامد الخاشع وجد نور الله في قلبه وكانه يزيح عنه ظلمة القلب ووحشته .

بسم الله الرحمن الرحيم " والضحى والليل إذا سجى ما وعدك ربك وما قلى وللآخرة خير لك من الأولى ولسوف يعطيك ربك فترضى ألم يجدك يتيماً فآوى ووجدك ضالاً فهدى ووجدك عائلاً فاغنى فأما اليتيم فلا تقهر وأما السائل فلا تنهر واما بنعمة ربك فحدث "

قرأها حامد في الركعة الثانية واختنق صوته بالبكاء واتم الصلاة . وختمها بالذكر ودعى للأمة الاسلام ومن فيها ودعى لسامر .. كان سامر يتابعه وهو مندهش وفي حالة روحانية غابت عنه مع مدنية القاهرة وكثرة ترحاله في بلاد تغرب فيها الاسلام والايمان وكأن القرى خزائن الايمان على الارض . حتى أن الدمع زار مقلتيه من بعد غياب كيف قسى قلبه وابتعد عن الله لهذه الدرجة نعم كان يصلى الفروض ولكن ليس بتلك الروحانية ليس بذاك القرب من الله ليس بمثل هذا الخشوع .

تقبل الله يا أستاذ حامد  .. سامر مبتسماً
منا ومنكم يا أستاذ سامر .. حامد ضاحكاً

سامر : شعرت بك في صلاتك وكانك تستغيث بالله ولماذا اخترت تلك الآيات تحديداً ؟
حامد : الآية الاولى حفظتها عن امي رحمة الله عليها كانت كأنها تناجي ربها أشعر عندما اقراها ان ظلام أحزاني يتبدد قليلا أمام نور كلمات الله .
سامر : وصورة الضحى لقد اختنق صوتك فيها بالبكاء فلم ؟
حامد : الليل وحدتك فيه أشد من النهار ووطأتها عليك جد ثقيلة فأحاول أن أتمسك بأن الله معي وبأن الآخرة أهم وأولى باهتمامي وبأن يتمى وضلالي وحاجتي لله وحده وهو كفيل بأن يرضيني بأن يجعلني حامد .. ومرقت من عين حامد دمعة لم يستطع أن يردها .

حامد : هيا بنا إلى الطعام الآن J
سامر : ههههههه نعم الى الكوليسترول ألم تتخطى الاربعين 
حامد : هههههه ليس بعد ولكني على مشرفة منها
سامر : الطعام طيب للغاية والشرفة ونسمة الهواء هنا نعمة .. الحمد لله كم انا مستمتع بالحوار معك والجلوس في بيتك
حامد : ولكن البيت خال والنعمة الدائمة تعتاد عليها فلا تشعر بها فأنا كل يوم أرجع لنفس المنزل نفس الشرفة أشعر وكأن البيت بكل أركانه بكل ما فيه من أثاث سعيد لوجودك وضحتك .. حتى الطعام لا آكله وانا وحدي الوحدة تقتل الابتسام فينا تقتل حتى أمانينا .
سادت لحظات من الصمت وخيم الحزن على الأجواء ودمعت عينا حامد .. في لحظة سمعوا دقاً ضعيفاً على الباب قام حامد وفتح ... إنه كريم إبن اختي هو سامر آخر J . دخل كريم ضاحكاً : عامل ايه يا خالو ؟
حامد : بخير كيف حالك انت
كريم : أفضل منك
وبصوت خافت من هذا الرجل يا خال ؟
حامد : هذا ضيف من القاهرة يدعى سامر
كريم : كيف حالك يا سيدي .. أين فطيرتي يا خال ؟
حامد : جهزت لكم كل شئ على الطاولة هناك يا كريم لا تنسى ان تغلق الباب عند خروجك سلم على امك واخوتك .

حامد موجها كلامه لسامر : كريم هذا أقرب أولاد أختي لي هو الأصغر والأكرم في مشاعره هم يعيشون في إحدى الدول العربية ويحضرون أجازة مرة واحدة في السنة يضيئون لي أيامي ثم يرحلون عني ويعود الظلام يخيم على منزلي .
سامر : كنت أظنك إنسان لا يعرف الدموع لأنك باسم طول الوقت .
حامد: ألم تسمع عن الاكتئاب الباسم أنا نموذج متجسد لتلك الحالة ( قالها بأسى بالغ )

أخذهم الحديث طوال الليل عن الحياة وعن عائلة سامر واولاده وعن العمل كان سامر يتكلم وحامد ينصت فحياة حامد قليلة تختصرها في جملتين ثابتة راكدة بينما حياة سامر مليئة بالأحداث والأشخاص والمعاني كان صوت ضحكاتهم كالألعاب النارية يضئ وجه السماء كان سامر خفيف الروح حلو الكلام كان كلامه يجعل حامد ينسى كل همومه ويضحك كما لم يضحك من قبل كان يرسم الابتسامة الحقيقية على وجه صاحبه بدون عناء .
أخذهم النوم وهم بالشرفة على الكنب البلدي حتى شق نور الصباح سحر الليل وبدده .

حامد : سيد سامر لقد أشرقت الشمس
سامر : حقاً كنت أتمنى ألا تنتهي البارحة ولا يبزغ الصباح كنت كأني في سكرة من السعادة في حالة لا أستشعرها مع أصدقائي بالقاهرة . شكرا لك يا حامد سوف أعاود الاتصال بك هذا أكيد وقد أحضر لزيارتك يوما ما .. ليس معي شئ أهديك إياه إلا هذا الكتاب هو عن أوجاع الوطن .
حامد : أشكر لك هديتك وأشكر لك حضورك وقضاء بعض الوقت معي وأشكر لك ضحكاتي التي نسيتها من زمن بعيد .

أفطرا على استعجال وكل منهما في حال مغاير للآخر فسامر يستعد لمعاودة حياته العامرة بعد مغامرة لطيفة وصحبة غريبة كسرت روتين حياته اليومية وأسعدته وجددت نشاطه . بينما حامد يتباطئ عله يطيل مكوث الضيف الأخير عنده دقائق قليلة و يرتشف قطرة أخرى من إكسير الحياة حياة الغرباء قبل أن يعود للموت على قدمين مرة أخرى .. كان يعلم يقينا أن سامر مثل باقي ضيوفه السابقين راحل بلا عودة ولن يتذكره أو يتصل به وحتماً لن يعود لزيارته لأنه لم يعد أحد الاحياء من قبله إلى بلد الموتى على قدمين .. لم يعد أحد من قبل ليعود هو .. لن يتبقى من سامر إلا تلك الوريقات هذا الكتاب كتاب أوجاع الوطن .

وصلا للمحطة وجاء كريم وقف بجانب خاله ليراه ويودعه قبل أن يرحل هو الآخر مع أسرته ..
سلم سامر على حامد مبتسما كله أمل وحياة واحتضنه حامد كما احتضن كريم إبن أخته مودعا كليهما ومودعا معهما الحياة .. ركب سامر القطار حتى أنه لم يلتفت برأسه لحامد وكان منشغلا بالرد على أهل بيته في الهاتف وكريم يقول لخاله : ألا تطلق صافرة رحيل القطار يا خال ؟
ألا تطلق صافرة الرحيل ؟
احتبست أنفاس حامد وهو يقرب الصافرة من فمه ليطلقلها إيذانا برحيل آخر قطار اكسبريس برحيل آخر رشفة من اكسير الحياة الذي كان يحمله له الغرباء برحيل سامره الأخير .....

تذكر أن تحمد الله .. تذكر يا بني
وأطلق صافرة الرحيل وتحرك القطار مبتعداً عن حامد الذي لم يسافر يوماً خارج بلدته ذلك الطفل الصغير الذي كان نابغاً في دراسته وظن أنه سيخضع الدنيا بما فيها لإرادته .. ذاك الشاب الذي عرف كل اصناف الحزن وألوانه .. ذلك من يرحل عنه شبابه بلا عائلة بلا تاريخ ...
يحمد الله أنه ميت على قدمين بيده كتاب اوجاع الوطن .

تلك القصة إهداء لآخر مسافر على الطريق 
تحياتي 
سماح نصر 

Saturday, July 13, 2013

6) نــاظـر المـحــطـة





كل صباح كان يجري حامد بعد المدرسة ليقابل والده شاكر في عمله .. كان والده ناظر المحطة والكل يعامله بود واحترام وكان في بعض الأيام يرى عنده ضيوف من بلاد اخرى ومن محافظات اخرى .. أحيانا كان يعود الوالد للمنزل محملاً بهدايا من بلاد بعيدة وعندما كان يسأله عنها كان يقول له أن أحد رواد المحطة جاء وانتظر عنده وأعطاه هدية . كان دائما يتذكر مدى البشر والسرور الذي يرتسم على وجه والده كلما جاءه غريب وتبادل معه الحديث وكأنه إكسير الحياة.

مرت الأيام وتوفى الوالد وسعى حامد للعمل ليساعد أسرته على المعيشة أعانه أصدقاء والده وتم تعيينه في نفس المحطة .. محطة القطار .

كانت محطة جانبية في قرية صغيرة لم تكن على طريق القطارات ولكن عند حدوث عطل في الطريق كان يتم تحويل القطارات القادمة من كل الأماكن لها حتى يتم الاصلاح . لذا كانت حركة قطارات الاكسبريس بها قليلة للغاية وعلى فترات بعيدة ..كان حامد قارئ جيد لأدب الرحلات كان يحب الترحال وكان دائما يتمنى أن يسافر بعيداً ويرى الدنيا التي كان يحكي والده عنها وكان يتعجب أن والده لم يغادر القرية ولم يسافر يوما وظل بجانب أسرته حتى رحل عن الدنيا كان دائماً يتمنى أن يزور بيت الله الحرام ومسجد النبي ولكنه رحل بدون حلمه .

ومرت سنوات وأصبح حامد ناظر المحطة وقد تزوجت أختاه ورحلت والدته عن الحياة وأصبح وحيدا. كان الشئ الوحيد الذي يدخل السرور على قلبه أن يدخل المحطة قطار اكسبريس وينزل منه بعض المسافرين لحين اصلاح العطل .. البعض منهم كان ينقل له أحاديث عن سفراته والبلاد التي زارها وقد يعطيه كتاب أو اي شئ للذكرى من حسن ضيافته .. في الغالب المسافر الذي يترجل من القطار يكون دمث الخلق وإجتماعي وباسم وضحوك كانوا ينقلون له إكسير الحياة فيتمسك بها لبعض الوقت عله يوماً يستطيع مثلهم أن يسافر ويسبر غور الأماكن والايام ولكنه دوماً في مكانه لا يبرحه . كان دائماً يتذكر كلمات والده : أي بني لقد سميتك حامد لتحمد الله دائماً كلنا نتمنى حياة أفضل وعيشة ارغد ولكننا لا نعلم أين يكون الخير قد تضيق بنا الحياة لنسعى لرحب السماء ونلجا لله لذا كن دائماً حامداً لما أعطاك الله .
كلما ضاق حامد بحياته كان يتذكر تلك الكلمات ويحاول أن يتمسك بها وأن يحمد الله .

وفي يوم من الأيام حدث عطل كبير في خط السكة الحديد وجاءه اتصال بتحويل قطار النوم المتجه لأسوان إلى بلدته الصغيرة وقيل له أن الطريق سيتم اصلاحه وفي نفس الوقت سيحول المسار وسيتوقف بعدها تحويل اي قطارات اخرى من قطارات الاكسبريس . ابتهج قليلاً لأن معنى ذلك مرور بعض الناس من المثقفين "إكسير الحياة" ولكنه اغتم كثيراً لأنها المرة الأخيرة . جاء القطار ونزل منه القليل من المسافرين والبقية انتظرت بداخل القطار ... اقترب منه بابتسامة جميلة رجل في الاربعينيات في مثل عمره تقريباً

وبدأه الحديث : مساء الخير
رد حامد : مساء النور يا فندم
أنا أدعى سامر وقد مللت من الانتظار بالقطار فهل تسمح لي بأن أجلس معك ونتبادل اطراف الحديث فمكانك جميل يكفي ما تراه من مساحات خضراء جميلة ممتدة أمامك .
حامد : أشرف بمسامرتك يا سيدي ولكن الشمس قاربت على الزوال وسأعود لبيتي هل تود أن تشاركني طعام العشاء قد يكون بسيطا حيث أني لا زوجة لي .
سامر : بالطبع يسعدني ذلك فما فائدة الانتظار بالقطار وإني اتوسم فيك شخص طيب وكما تعلم معرفة الناس كنوز J.
سامر : ليس لدينا بالقاهرة نصف ما تتمتعون به من جمال الطبيعة وهدوء الحياة هنا.
ابتسم حامد بحزن وقال : وليس لدينا هنا ثمن ما تعيشونه من حياة نحن موتى يتحركون على اقدام.
سامر : من الواضح أنك شخصية عميقة وتبدو وكأن لديك من الحكمة ما يوازي ضعف عمرك
حامد: ليتني كنت شخصية سطحية كنت استمتعت باللاحياة التي تصفها بالهدوء كنت رضيت بالموت على قدمين .. احياناً ألوم والدي الذي علمني قراءة الكتب وقراءة الناس . كنت سانعم براحة البال .

مر الوقت بين ناظر المحطة وضيفه القاهري وكلاهما يتحدث عن رؤيته للحياة وكان ناظر المحطة يسال ويترك لسامره المساحة ليستفيض في حكيه عما خبره من الترحال فهو سافر لبلاد كثيرة وأخذ يحدثه عن كل بلد واهلها وطبائع البشر وكان حامد احياناً يغلق عينيه ويسبح مع كلمات سامره في ملكوت الله وكأنه يسافر معه كان في قمة الغبطة والسرور بما يسمع ومر الوقت سريعاً وأسدل الليل ستاره عليهما وهما يتجاذبان اطراف الحديث .

حامد : القطار لن يعاود السير قبل الصباح وقد حان وقت عودتي للمنزل هل تتكرم وتأتي لنكمل الحديث عندي شرفة ترى منها ضوء القمر والليلة بدر ستجد الجو رائع ولك أن  ترى المزارع الخضراء من الشرفة أو اظل معك هنا .
سامر : إن لم يكن في ذلك ثقل عليك أكن لك شاكراً
حامد : ستكون والدي J ؟ فوالدي كان يدعو شاكر .
هيا بنا ستحل ضيفا عزيزاً على قلبي هههه أقصد على بيتي . سنذهب سيرا على الاقدام الجو لطيف والمكان قريب أم تحب أن تجرب وسيلة مواصلات جديدة ؟
سامر : ماذا تقصد ؟
حامد : هههههه التوك توك هل تعرفت عليه ؟
سامر : رأيت ما يشبهه في البلاد الأسيوية ولكن لا مانع فلنجرب النسخة المصرية

أشار ناظر المحطة لمحمد سائق التوك توك
محمد : اهلا يا استاذ حامد كيف حالك ؟ معك ضيوف من القاهرة
حامد : نعم يا محمد فلناخذه جولة ريفية بالتوك توك
محمد : سمعا وطاعة يا سيدي ضيوفك دائما يسعدونا
سامر : اشكرك ولكن الن نقع من هذا التوك توك
محمد : لا تخف يا سيدي إنه يحمل عددا اكثر من ذلك وأوزاناً اثقل لا تخف J
ركب سامر وحامد التوك توك ولم يتوقف سامر عن الضحك الهستيري طوال الطريق فهو لأول مرة يركب توك توك وتكاد رجله تلمس الأرض ويشعر أن حجر صغير كفيل بأن يقلب المدعو توك توك على الأرض وحامد ينظر له ويضحك ويقول لمحمد السائق ضيفنا من الفرنجة لم ير مصر المنحوسة الحقيقية نأسف لضحكه يا محمد .
محمد : دعه يضحك يا سيدي ساعة الحظ متتعوضش فكم في مصر من المضحكات المبكيات .
ظل محمد يدور بهم في ارجاء القرية وحامد يشير بيده لجميع سكان القرية ردا على تحياتهم وسامر يتعجب من حب الناس له .
سامر : أتعرف كل سكان القرية .. من الواضح أنك شخص محبوب جداً يكفيك كل هذا الحب لتعيش سعيداً .
حامد : أعيش حامداً ولكن سعيد هذا شخص آخر J سافر من زمن كان صديقا لي ورحل وبدا حياة علمية وعملية واجتماعية اما أنا فقط حامد ستفهم ما أقول متى وصلنا للمنزل .

وصلنا بسلامة الله ( محمد يقول سائق التوك توك )
حامد : شكرا يا محمد .. هاك اجرتك
محمد : لا يا سيدي أتعطيني اجر مقابل أن أسعدتني كم تسعد اهل القرية ولا تأخذ منا اجرة لذلك .
سامر متابعاً علاقة حامد بالجميع ومن داخله يغبطه على ذاك الحضور الطاغي له ومحبة الناس والابتسامة التي لاتفارق شفتيه ابداً .
 فتح حامد الباب ودخل وانار المنزل واشار لضيفه مرحبا بالدخول .
 يتبع ... الجزء الثاني افضل :)

Friday, July 12, 2013

5) نســاء حــائــــرات



في عالم النساء تجدهن دائما حائرات في أي حال كن . فالمرأة غالباً لا تشعر بالسعادة وهي وحيدة أوإذا تزوجت ظلت حزينة حتى تنجب وإن انجبت ثقلت عليها المسئوليات وارهقتها .
عندما أستمع لصديقتي المتزوجة ولم تنجب تقول لي أني افضل حال منها وإن استمعت لصديقة تزوجت وأنجبت تقول لي نفس الكلمات وعندما أستمع لصديقة مثلي تتمنى الزواج والأسرة والأطفال اجدها تعيسة . أخذت أتفكر فيما نقول جميعا وأثق أن كلنا نقول الحق ولكن ... وجدتني أقسم النساء الحائرات لثلاثة أنواع من المياة .. نعم المياة

القسم الأول : الماء العذب وهي المرأة التي تزوجت في وقت مناسب وأنجبت أولاد طيبين ولها زوج متناغم معها تلك المرأة مثل النهر ماؤه عذب ينشر الخير حوله وتجد الأراضى حوله خضراء وماؤه صاف يجري في سلاسة حتى يصل لمصبه وفي النهر تجد الأسماك طيبة المذاق فلها اطفال ينعمون بالحب والحنان ولا تجد حولها الا كل خير . هذه المرأة تحيا حياة طيبة حتى نهايتها وتعيش في يسر ورغد من العيش مهما حملت مياهها من طمي في بعض الأوقات فهناك اوقات يتسع فيها النهر وهناك بعض الجنادل ولكنها لم توقف النهر يوما عن جريانه ولم تمنع أسماكه من السباحة فيه ودائماً النهر اقوى من الجنادل .

القسم الثاني : الماء المالح أو البحر وهي المراة التي تزوجت بمن لا تحب أو زوجها شخص غير متناغم معها هو ايضاً ماؤه جار يتحرك ولو أنه يعصف احيانا وبه دوامات شديدة ولكنه يظل ماء طهور به أسماك البعض منها متوحش ومفترس والبعض يعيش ويتأقلم .. تلك المرأة أيضاً لها حياة ولها أطفال قد لا تكون سعيدة وقد لا تنمو حولها حيوات أخرى وقد تجد مع تلك الملوحة في الماء جواهر مثل اللآلئ تتكلس وتظهر رغم ذلك وأعتقد أن أغلب المبدعين من عانوا في حياتهم وليسوا من عاشوا في رفاهية نفسية بدون مشاكل .

القسم الثالث : الماء الآسن وهو الماء الراكد وهي المرأة التي لم تتزوج ولم تنجب لا تجد حولها حياة ولا في مياهها تجد أسماك ولا جواهر هي مياه معطلة آسنة لا يشرب منها أحد ولا يسقى منها زرع وسوف تجف يوماً ما أو تردم وتمحى من الوجود. هي كمستنقع من يقترب منها يمرض قد تكون كانت من نبع صاف في البداية ولكنها عزلت واصبح ماؤها آسن .

قد لا تجد جواهر بالنهر ولا تجد أسماك قرش به ايضاً وقد يعصف بك البحر. ولكنهما في حالة تحرك في حالة حياة هناك امل إما أن تصل للمصب بهدوء او تلامس عنان السماء .

صديقتي لا تقولي لي أنني في حال افضل فكما أتفهم وجود الجنادل في حياتك أو عواصف موسمية في بحرك رجاء تفهمي اني بدون حياة .

Wednesday, July 10, 2013

4) ليه أكتب ؟

مجرد كلام 

عندما بدأ مشروع الحوليات كنت أود أن أشارك فيه بفاعلية وأكتب كل يوم تدوينة بها معنى أو فكرة أو معلومة تستقر في عقل ووجدان من يقرأ لي 

ولكني أحتاج لدافع لسبب لكي أكتب لأمل لكي أكتب 
لا أريد أن أكتب لم تعد للكلمات عندي معاني ولا اعتقد أن هناك من يهتم للقراءة وعندي حزن شديد جداً يمنعني من سطر الكلمات ... اشتقت للقلم والورق للمداد للقلم الرصاص والألوان لم أعد أحب صوت الكي بورد . وكأن القلم له روح والورقة والسطور.. تشعر عند الكتابة باليد وكأنها قصة حب وكأنه حوار بين رجل محب وأنثي جميلة.. تشعر وكأن الخط يعبر عن المشاعر التي تكتب بها الكلمات يعطيها بعداً آخر لا يستطيع الحاسوب اظهاره 

ليه أكتب ؟ 
لم تعد الكتابة ترياق لم تعد تؤدي الغرض منها بالنسبة لي  لم تعد تزيح عني الحزن أو تدخل على البهجة فلم أكتب ؟

كل الصور التي عرضت لنكتب عنها في الحوليات رأيتها رمادية كئيبة لم أجد صورة تفجر بداخلي كلمات بقدر ما أدخلت لقلبي مشاعر الحزن كل شئ أصبح رمادي  حتى الصور، الأوقات ،  أصوات الأقارب والأصدقاء ، المستقبل والحاضر والماضي رمادي اللون 
أين ذهبت بقية الألوان ؟ 
لماذا حياتي كلها بلون رمادي أين أجد بقية الألوان :) حتى في الأحلام تجد نفسك تحلم بالظلال فقط لا تجد ألوان إلا فيما ندر 
الصمت بداخلي يخنق الكلمات يقتلها . الصمت يطبق على أنفاسي . أستطيع البقاء صامتة لأيام والصمت ليس صوتا فقط الصمت حتى بالكلمات المكتوبة أحيانا أجد صعوبة في الرد على رسائل الاصدقاء كالذي يسير في الرمال .. 
قولوا لي لماذا أكتب ؟ 

Saturday, July 6, 2013

3) مــواء قـطــة



أأمس وفي مثل ذاك الوقت بعد منتصف الليل بساعة ونصف سمعت صراخ شديد من سيدة تبين أنها فجعت في وفاة أخت لها فتح جميع الجيران النوافذ وجري الرجال في الشارع ليتبينوا الأمر - هذا لمن يقول أن الشعب فقد آدميته - تسابق الجميع لتوصيل السيدة الى المشفى ولكن الشاب الذي اراد ذلك امتثل لقول رجل كبير له : لا تحرك سيارتك تحتها قطة صغيرة . وبالفعل خرج جار آخر بسيارته لدرجة أنه سار فوق الرصيف 
لأن الجميع لا يتحرك بسبب القطة .

صباحا أسمع صوت القطة يعلو بقوة وهي تصرخ ولكني لا أراها قلت لعلها جائعة أخذت زبادي ونزلت ابحث عنها اسمع الصوت ولا أراها لم أدخر جهدا حتى اني ومع حرجي من الناس نزلت لأرى أسفل السيارة فوجدت ذيلها يتدلى من حديد السيارة لا اعرف ما يسمى فهي بداخل باطن السيارة .. وضعت لها الزبادي علها تنزل من حصنها لتأكل فلم تفعل 

مواؤها لا يسكت ولا يقل ولا اعرف ماذا افعل وأمي تتعجب مني هل ستظلي بالنافذة لحراسة القطة ؟ ثم سمعت صوت صاحب السيارة يديرها فجعت وناديت عليه : يا كابتن . نظر لي الشاب بتعجب .. نعم يا سيدتي :) طبعا لأنه صغير 
هناك قطة 
أين ؟ 
في الحديد ؟
نظر لي وكلمة انت ... في عينيه . طبعا النقاط تغني عن الكلمة
لا ارى شيئا قلت له انزل تحت السيارة لتراها :)
نفس النظرة 
 المهم .. نعم لقد رايتها  .. ولكن ماذا علىّ أن أفعل ؟ 
أنا غاضبة .. لا تدير المحرك ستقتلها 
اذا ؟ ... امممم احراجا مني .. طب ممكن مكنسة 
ناولته واحدة فوكز القطة ورأيتها 
هريرة صغيرة جدا وجرت بقوة وذهب الشاب بسيارته .

يا الهي القطة مازالت تموء في آخر الشارع بصوت عال جداً وكأنها في النزع الأخير من الجوع 
اقترب الصوت ثانية من المنزل . 
والدتي لابسة ورايحة فين انت خارجة ؟ 
لا ولكنها القطة :)))) صوتها قريب سأبحث عنها 
وجدتها على العجلة بتاعت عربية ونظرت لي باستغاثة 
وجعت قلبي 
ذهبت للفريزر وأخرجت لها بسطرمة وجئتها بها 
بس بس .. بس بس .. لا حياة فيمن تنادي تموء وتموء وتموء فقط 
ولكني أخاف من القطط لا المسها ولا أحملها فماذا أفعل ولو استنجدت بالمارة لسمعت من التعليقات ما يلتصق بي بقية العمر في الشارع .

ذهبت وتركتها حزينة عليها لا اعلم ماذا أفعل لها شكلها صغير 
لدرجة عايزة حد يأكلها .

مر اليوم كئيباً لا يسكنه الا صوت القرآن وانا اقول في سري
 اللهم بلغنا رمضان ولا تقبضنا قبله . 

الآن وقد مر أكثر من ٢٤ ساعة مازالت تموء وتموء .. ستموت ماذا أفعل ؟ 
إني على رغم فكاهة القصة ولكني بكيت وقتها أني عاجزة عن مساعدة قطة وعن النهوض بنفسي وعن المساعدة في أحوال البلاد .. بكيت عجزي وقلة حيلتي .. كنت أتخيل أن ذكائي سيوفر لي عمل طيب وزيجة ناجحة وسأساعد كل من يعرفني .. نعم 

أبكاني مواء القطة .

استشعرت المدد بأن سمعت جارتنا تناديها بس بس .. بس بس  قلت قد تستطيع هي النجاح فيما فشلت انا فيه  واستبشرت خيراً 

ولكن 

وجدتها ترشها بالماء لتبتعد وتقول لها هشششششش بس بأه قرفتينا ..  :))) آه والله ده الي حصل .
حتى الآن مازالت القطة تموء ولو أنها صوتها أصبح واهن ولا أعرف كيف أنقذها وأرثى لحالها وحالى الذي تألم لحالها 

للأمانة الجارة قد تكون تأذت من الصوت لأنه بجانب غرفة نومها بينما أنا في غرفة الصالون وعندما اذهب لغرفتي لن تضايقني . ولكني حقاً أشعر بها تستنجد بي ولا أجديها نفعاً 
طرأت لي فكرة سأتصل بصديقتي البيطرية صباحا لتجد لها حلا قد تكون تحتاج ماء غريب :) الذي نسقيه للطفل الرضيع عندما يعاني من المغص 

أفيدوني أفادكم الله أخاف أن تكون على عجلة سيارة ويتحرك صاحبها صباحا قبل أن أجد الحل 

أحببت شخصية سيدنا أبو هريرة رضي الله عنه صحابي الرسول وأحببت القطط كرامة له ولا اعرف كيف أساعد القطة 

أحمد الله طلع لها صوت تاني  :)) 

إنها قطة تموء 
القوي لابد أن يتحمل مسئوليته بحماية الضعيف حتى يبلغه مأمنه تلك هي قضيتي مع القطة لا رهافة حس بقدر ما هو شئ أخاف أن أسأل عنه أمام الله 

من غرفة الصالون 
قليلة الحيلة 
سماح المرة دي

ملحوظة : اقترحت على امي الاتصال بالطبيبة لو كانت بتصلي الفجر .. ماما ردت 
ربنا يشفيكي 

Friday, July 5, 2013

2) فــي صحتك يا وطن

دونتها اليوم ونشرتها على مدونتي الاصلية في سلسة قرأت لك وأضعها هنا لأنها في سياق الحوليات يوم من عمري :) 




للرواية قصة سأحكيها يوماً ما . هي آخر ما قرأت وكما تعلمون أني أهتم بأدب التدوين لأني أجده الموجة الأدبية القادمة التي ستكتسح كل أنواع الأدب وتغير من نمط الأدب القديم بشكل عام وتفرض قواعد جديدة تحطم كل القيود التي كبلت الكتاب فيما سبق 

الرواية لكاتبها محمد الجيزاوي جاءت في ٢١٦ صفحة متوسطة الحجم بطباعة  ونوعية ورق جيدة للغاية مريحة للعين في قراءتها بلا أخطاء لغوية تذكر ما عدا بعض الكلمات الغريبة بعض الشئ ولكني لا أستطيع الجزم بمدى صحتها لغويا لذا تحية للمدقق اللغوي محمد عبد الغفار.  حصلت عليها من مكتبة ديوان بجوار مكتبة   الاسكندرية ب ٢٠ جنيه وأعتقد أنها تستحق حتى لو بيعت ب ٥٠ جنيه :) فبعض الكتب تندم على شرائها والبعض لا يهمك لو دفعت بعدد كلماتها نقود 
الرواية لدار ليلى للنشر والتي بالفعل تثبت في اختياراتها أنها تنشر لمن يستحق 

الغلاف لميار الشحات التي أبدعت فيه حقيقة فهو يلخص محتوى الرواية كاملا ببراعة فيكفي أن تنظر لذاك الشاب الذي هزمته الأيام فتحتار هل هو عجوز مسن أم شاب في مقتبل العمر وانحناءة ظهره التي تدل على انكساره وكأس الخمر التي تقترب  يده لها بدون معرفة مسبقة بينهما 

في صحتك يا وطن 

كم كان العنوان لافت للنظر آسر للقلب يوحي بالحزن وكم كان موفقاً للغاية الكاتب في اختياره تكاد تجد نفسك تردد كلما آلمتك أحوال الوطن هذه الأيام .. في صحتك يا وطن 
عندما تشعر بالعجز أنك لا تستطيع أن تغير من حال الوطن الذي يسكنك وتسكنه 

الاهداء " أهديها لوطن رحل لعله يهديني وطن يبقى " ز

من أجمل الاهداءات التي قرأتها فنحن نكتب لتكون كلماتنا لنا وطنا نسكن اليه وهذا صحيح لحد بعيد فالكاتب في رايي كفر بالوطن الأرض وجعل كلماته وطناً له 

قرأت الرواية على مرتين عندما بدأتها كنت أريد أن أنام ووجدتني أقاوم النوم لأنها أخذتني بعيداً وكأني أرثى لحالى مع كل كلمة فيها وكأنها تحكي أوجاع الوطن وكأن الوطن يستنجد بنا بينما نحن ننهزم أمامه 

الرواية بها من الحليات اللغوية الكثير ولو أن الكاتب لم يكن يحتاج لكل هذا الزخم من التعبيرات لأن حبكة القصة قوية لا تحتاج الى تزيين بكلمات قوية .. تجد في الرواية جمل كثيرة للإقتباس كل جملة حكمة تلخص مرار الأيام 
مثل :
" لا داعي للأسماء .. فبعض المارين بحياتنا يتركون ندبات وجراحا تغني عن ذكر أسمائهم " ز

جاءت الرواية في خمسة فصول هي محطات رئيسية تنقلك من حال لآخر بنعومة . الشخصيات محكمة المعالم وواضحة التركيب النفسي ومنطقية وتسلسل الأحداث وترتيبها سلس وغير مربك بينما المكان والزمان كان يحتاجا ذكر بعض التفاصيل لتستطيع أن ترى بعين الكاتب .أثناء القراءة تشعر وكأنك عاصم بطل الرواية وكأنك تتحرك بدلا عنه قد يكون لأن القصة تعبر عن معاناة كل شباب وشابات مصر 

القصة بها قصتي حب متوازيتين حب الوطن وحب القلب والقصتين يتركا جرحاً غائراً في القلب عند القراءة والنهايتين فيهما افتراق 

 حتى الجزئية التي وصف فيها التقاء الحبيبين حملت معاني أهم كثيرا من مجرد سرد لحظة عشق 
الرواية تجسد كيف يسحق الوطن أرواحنا ويحيل قلوبنا لصخور جامدة تفقد الاحساس من شدة القهر والظلم .. بعد قراءتي لتلك الرواية عزمت على محو كل من أساء لي كل قصة حب ارهقتني حزناً وألماً خفت على قلبي أن يتحول لصخرة عاتية لا ينبض بعدها أبداً 
القصة لو كانت مستندة لأساس واقعي فإني أكاد أجزم أن قلب كاتبها قد احترق حد التفحم ولا أمل أن يعود لينبض لحب وطن أو أنثى 
لم تبكيني رواية من قبل .. قد تكون دموعي من شدة القهر الذي يعانيه بني وطني وقد تكون دموعي لأني أصبحت أكره الوطن لم يعد لي وطن .. لم يعد لي وطن 

ألم أقل لك إنني إمرأة موعودة بقوافل الرحيل 

 كم آلمتني تزامناً مع الأحداث الحالية في ما كنت أسميه وطن قصة الشاب الذي حطمه الوطن فيها اعتقد انها حقيقية بشكل او بآخر وكتبت بدماء من عايشوها وليس بكلماتهم تلك القصة ان كانت واقعية فكل من عايشها سيبقى بداخله جرح يلعن بسببه الوطن كل يوم .. الحب عبودية في رأيي سواء للوطن أو لشخص والكل ببساطة لا يستحق .
الرواية تستحق أن تقرأ كل ما فيها ستجد نفسك حتما بين سطورها وفي أقسى معانيها 
ستجد ماضيك وحاضرك وأتمنى أن يغيب عما فيها مستقبلك 
في صحتك يا وطن 

1) الأولة بلدي


بسم الله الرحمن الرحيم 


أنا عارفة النهاردة ٥ /٧ .. معلش أن تأتي أخيرا خير من ألا تأتي .. أحداث البلاد تسدل  جو من الاكتئاب الشديد على والذي احاربه ويحاربني منذ سنوات التخرج من الجامعة من أول قصة حب فاشلة من سنة تالتة جامعة . من وقتها بحارب الاكتئاب قدر استطاعتي والدنيا مش مدياني فرصة ااقدر اهزمه عمرها ما ضحكت في وشي وربنا موفقنيش لا في شغل كويس ولا انسان ااقدر اعيش معاه . 

عشان كده اعتبر نفسي كتلة اكتئاب متحركة وعشان كده بنصح اللي يجي المدونة ديه عن طريق الخطأ والصدفة يسامحني لأنه أكيد حيطلع مكتئب منها وأكيد مش ده اللي انا بتمناه لحد أبدا لأن اللي حس بالاكتئاب عارف انه اشد وطأة من أي مرض عضوي ممكن يصيب الانسان . انت ممكن تعرف انسان معاق فاقد احد حواسه ومع ذلك بيضحك وراضي عن حاله . المكتئب حاله اصعب  كتير حتى لو سليم وعنده من نعم ربنا لكن مش حاسس بحاجة غير الحزن .. رجاء متلومهوش وتقول أصله ميعرفش ربنا .. قول ربنا يعافيه .. ده ربنا قال ونجيناه من الغم يعني الغم ده حاجة كبيرة قوي قوي ممكن تولد الكفر ممكن تولد الامراض ممكن تخليك كاره حياتك كلها . عشان كده اذا كنت سليم معافى من الاكتئاب قول الحمد لله الذي عافانا وابعد عن المكتئب لأنه مرض معدي :) يعني بطل تقرالي وسيبني اهلفط لوحدي هنا عايز تقرالي ابقى زورني في المدونة الرئيسية هناك حتلاقيني افضل شوية او في مدونة البنات مع صديقاتي سارة وسلوى ..... أيوة احنا ٣ سين . 


طول عمري بعمل كل حاجة متأخر خالتي كانت بتقولي انت من عباد آخر ليلة وماما بتقول اني دايما مش ملتزمة لدرجة اني مرة رحت امتحان الجبر ثانوية عامة انا واصحابي الساعة ٩.وربع :) متقلقوش ٣ اترموا في تجارة الشعب وواحدة فلتت على طب الحمد لله . عمري ما بروح مكان بدري ابدا حتى القطر في السفر دايما انط فيه وهو ماشي عادي يعني في مصر المنحوسة مفيش حاجة مستعجلة حتى لو رحت لدكتور ودفعت مستعجل برضه قدامك ساعتين تلاتة 

ليه باجي متأخرة لأني معنديش أمل في أي حاجة أيوة يائسة أيوة ايماني مات  مش بقولك متلومنيش ولا تنصحنيش ولا حتى تدعيلي الحاجات ديه انا زهقت منها ٢٠ سنة مبتجبش نتيجة خلاص 

ليه بكتب ؟ لأني مش لاقية حاجة تانية اعملها 
ليه مبحاولش ؟ لأني تعبت من المحاولات 
كفاية عليكم كده في اول تدوينة انا ححاول اعوض الايام اللي فاتت المهم اطلع ب ٣٦٥ تدوينة في مشروع ٣٠٠ و٦٥ يوم تدوين 

معكم من برج الاكتئاب العالي 

سماح الليالي