Tuesday, July 16, 2013

8) حيرة




في أيام الدراسة الأولى كنا ندرس في التاريخ عن مكان يدعى الحيرة وأنها مكان مهم في بداية العصر الاسلامي وكانت تخضع للفرس ولا أعرف عنها حالياً أكثر من ذلك ولكن كنت دائماً أتساءل لم يسمى مكان بهذا الاسم .

في سنين العمر الأولى لم أكن أحتار في شئ كان كل شئ واضح وضوح الشمس ماذا أريد وما لا أريد من ملبس أو مأكل أو قراءة كتاب أو حتى مكان أريد الذهاب اليه كل قراراتي كانت واضحة جدا ولم أكن أندم على قرار اتخذته أبداً .

ومر العام تلو العام وكلما زاد عمري بدأت حيرتي تزداد خاصة أني لم أصب نجاحا في شئ لم ألتحق بالكلية التي كنت أحلم بها لأني اخترت ألا أبذل مجهود كبير ولم أكافح بما يكفي في الثانوية العامة وأبعدني عن حلم حياتي درجتين تلاتة . لم أندم على اختياري كلية التجارة لأن حلمي بكلية الاعلام تبخر وبقية الكليات كانت سواء بعدها . 
لم أرتبط بأي شخص كانت قراراتي واضحة مع زملاء الجامعة بأنهم ليسوا مناسبين لي ولكن الآن بعد مرور الزمان لم أندم حقيقة على شخص رفضته أبداً ولكني في حيرة هل حالي أفضل الآن ألم يكن من الأفضل أن أرضى بأي شخص بدلا عن الوحدة 

عندما أرى أني لم أحقق أي نجاح ملحوظ في حياتي على أي المستويات أجدني الآن في حيرة كبيرة من أمري .. هل هذا الزي يناسبني أم لا ؟ هل هذا اللون يوافقني أم لا ؟ هل هذه الوظيفة ستسعدني أم لا ؟ كيف يجب أن أتعامل مع أصدقائي ؟ هل هذا الشخص أحبني أم لا ؟ هل أحب أو أستطيع أن أحيا معه أم لا ؟ كل شئ في حياتي يغرق معي في بحور الحيرة كيف أختار ؟ ما هو الصحيح ؟ لم أعد أعرف أصبحت في كل شئ مترددة كل شئ حتى مجرد أن أشرب كوب من الشاي أم شئ آخر .. أشياء بسيطة جدا لم أعد أعرف كيف أتصرف فيها أو تأخذ من الوقت الكثير لكي أفصل فيها . 
لم أعد أثق في قراراتي وأنا كبيرة مثلما وثقت فيها وأنا صغيرة ..وكلما زادت حيرتي ازددت ابتعاداً عن الحياة حتى أني أشعر وكأن الموت يزحف علىّ ببطء شديد .

أعتقد أن الانسان الناجح لا يحتار كثيراً لأنه أدرك أن قراراته وتفكيره سليم وأدى لنتائج طيبة . لكن الشخص الذي لم يوفق يشك في سلامة قراراته حيث أنها لم تصل به لبر أمان . 

أتذكر دائماً قول والدتي " ربنا ما يحير مؤمن " هل أفتقر للإيمان ؟ هل هذا هو السبب في حيرتي ؟ .
من أمثالنا الشعبية " عايز تحيره خيره " هل لهذه الدرجة الاختيار يدعو للحيرة .. أعتقد يكون هذا عندما تختار ما بين سيئ وأسوأ فإنك تحتار لكن إن كان الاختيار بين شئ ترغبه بشدة وشئ عادي فالأمر يكون محسوم وبسيط للغاية . فمثلا إن كنت تحب شخص فلن تحتار أن تأخذ قرار الارتباط به مهما كان مناسب أو غير مناسب بينما ستحتار كثيرا إن لم يكن الحب بقلبك حتى وإن كان الشخص عقلياً مناسب .. أعتقد أن مشكلتي في الحيرة سببها القلب والعاطفة وأني أغلبها على العقل دائماً لذا دائما قراراتي لا تأخذني لمنطقة آمنة .

لجأت لكاتب كبير وسألته كيف تختار عندما تحتار ؟
رد في جملة واحدة وبدون حيرة وببساطة قائلاً : ألجأ للخيار الأول 

ولكني محتارة هل إجابته صحيحة ؟ :) لأن دائما في الدين يقولوا لنا لا تركن لهوى النفس .. وحتى صلاة الاستخارة نادرا ما تعطيك اجابة واضحة طيبة . 

هذه التدوينة بسبب أني أشكو من قلة فرص العمل الجيدة والمرتبات وجاءتني عن طريق صديقة فرصة عمل طيبة ولكني لم أشعر بالراحة وكادت الحيرة تفتك بي أمس هل أستمر أم أترك العمل ؟؟ 
كلما احترت أقف على شاطئ البحر أشعر وكأنه واثق جدا من نفسه وبه كل الإجابات ولكنه يسمع منك ولا يجيبك .. فأذهب للسماء وأظل أنظر إليها لساعات بلا كلل ولا ملل وأشعر وكأنها تحمل كل الاجابات ولكنها تطالبني أن أبحث عنها ..

ماذا فعلت في النهاية ؟؟

تركت العمل من أول يوم لي فيه :( ومازلت في حيرة هل قراري سليم أم لا ؟ 
كنت أتخيل أني كلما كبرت وزادت خبراتي ستكون قراراتي أسهل كثيراً ولكني وكما قال الامام الشافعي : 

كلما أدبني الدهر ... أراني نقص عقلي 
وإذا ما ازددت علماً .. زادني علماً بجهلي 

2 comments:

  1. لا طبعا
    مش معني انك تحتار انك فاشل
    ومش دايما بيكون الاختيار الاول صح
    وعشان كدة ربنا خلقنا بالعقل بتاعتنا الي يخلينا نفكر ونقرر الصح والاصلح
    واهي بردو حيرة
    هي الحاية كدة حيرة ف حيرة

    ReplyDelete
    Replies
    1. :( حيرة يتبعها اكتئاب فظلام فموت للحياة

      Delete